تحذيرات المرصد السوداني لحقوق الإنسان بشأن الوضع الإنساني الخطير في السودان

مع دخول الحرب لشهرها العاشر في السودان، تأخذ منعطف إنساني خطير يؤشر إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل تدارك الوضع الإنساني في ظل ظروف صعبة يعيشها السكان الفارين من جحيم الحرب التي تتوسع جراء تعمد قوات الدعم السريع نقلها إلى مناطق آمنة بالإضافة إلى إستهداف الطرق التي تقوم بنقل البضائع و المساعدات الغذائية ونهب وسرقة المواد الغذائية و الأغذية التي تغطي إحتياجات بعض السكان خصوصا في الولايات الغربية، حيث أدى الهجوم من قبل قوات الدعم السريع في الخامس عشر من ديسمبر على ولاية الجزيرة وعاصمتها " مدني " سرقة ونهب غذاء ثلاثة ملايين شخص، وتعطيل الموسم الزراعي الشتوي مما يعني أن أكثر من أربعة ملايين شخص في ولاية الجزيرة مهددين بنقص الغذاء وفقدان الدخل بجانب إنتهاكات طالت أكثر من 400 قرية و جميع محليات ولاية الجزيرة.

أدت الهجمات العسكرية التي قامت بها قوات الدعم السريع في ولاية غرب كردفان و جنوب كردفان وشمال دارفور إلى نزوح أكثر من 110 ألف مواطن سوداني يعيشون في ظروف صعبة حيث أدى الهجوم على بابنوسة إلى نزوح حوالي 50 ألف شخص إلى مدن الفولة وغبيش ويعاني المواطنون من تبعات النزوح وخطورته خصوصا على الأطفال و النساء، كما أدى الهجوم على مدينة الفاشر إلى نزوح أكثر من عشر ة آلاف شخص إلى داخل المدينة و التي إستقبلت ما يزيد عن 100 ألف شحص موزعين على دور الإيواء و المدارس التي تعاني من إنعدام للغذاء جراء قطع الطرق التي تربط الولاية ببقية أنحاء السودان مما ترتب عليه وضع غذائي وصحي يشارف على الإنفجار الكارثي ويهدد إثنان مليون مواطن في مختلف أنحاء الولاية .

شهد السودان خلال إسبوع واحد فقط إفتتاح حوالي 126 مركز إيواء جديد في ولايات مختلفة، مع إنعدام الإستجابة السريعة لهم سواء من الحكومة أو منظمات المجتمع الدولي، ونحن في المرصد السوداني نحث الحكومة على ضرورة ترتيب وتوفيق أوضاع الفارين من الحرب و التسريع في ترتيب إحتياجاتهم اليومية خصوصا في ظل إنقطاع التواصل و الإتصال في بعض المدن التي تشهد موجات نزوح، فبحسب فرق الرصد الميدانية التابعة للمرصد فقد أثر إنقطاع الانترنت و الاتصالات على المتابعة الدورية لأوضاع النازحين و على إمكانية إيصالهم لمراكز دور الإيواء مما جعل أعداد كبيرة منهم تنام في العراء لعدة أيام.

إن المرصد قد حذر في وقت سابق من ممارسة سياسات العقاب الجماعي التي تمارسها قوات الدعم السريع على المدنيين في مختلف أنحاء السودان ويطالب بضرورة عدم إستهداف المدنيين أو جعلهم جزء من أي عمل عسكري أو عقابي حيث ترتقي هذه الجرائم إلى جارئم حرب، تضر بحياة الملايين من السودانيين حتى بعد خروجهم من مناطق العمليات العسكرية.

إن المرصد السوداني يحمل المجتمع الدولي و الإقليمي صمته العاجز عن جرائم الدعم السريع التي يتركبها ضد المدنيين العزل لأنها تؤسس إلى منهجية إذلال للضمير الإنساني وتشجع على إرتكاب مزيداً من الجرائم في المنطقة و العالم أجمع.

شباط/فبراير 2024م

بيان بشأن أوضاع النازحين في ولايات السودان المختلفة